جاء البحث في عشرة أبواب ومدخل وخاتمة:
– عالجنا في الأول أسباب الهجرة إلى الأندلس ومنها بشكل مفصل من خلال سبعة فصول، جعلنا لكل سبب فصلا خاصا به، وهو ما لم يفعله غيرنا، فيما نعلم.
– وجاء الفصل الثاني ليتحدث هن هجرات المشرق إلى الأندلس: طوالعه وقبائله وأسره وشخصياته النابهة، وتناولنا هذه الشخصيات من حيث كونها نماذج، إذ يصعب الإلمام بها جميعا، وهو ما فعلناه عند حديثنا عن هجرات الشخصيات البربر المغارية إلى الأندلس، وحديثنا عن الشخصيات التي غادرت الأندلس إلى المشرق والمغرب، فنحن هنا وهناك أقرب إلى ضرب المثل من التفصيل والشمول.
– وخصصنا الفصل الثالث للحديث عن هجرات البربر المغاربية: طوالعهم، وقبائلهم، وأسرهم، وشخصياتهم، تماما كما فعلنا في الباب الثاني.
– وجاء الفصل الرابع ليتحدث عن الموالي في هجراتهم الجماعية إلى الأندلس، وأسرهم التي كان لها شأن كبير في الأندلس.
– وكان الباب الخامس مجالاً للحديث عن هجرات الصقالبة والعبيد والجواري إلى الأندلس، وجعلنا لكل منها فصلا خاصا، تحدثنا فيه عن المفهوم السائد في الدراسات التاريخية عن كل منهم، وأصولهم، وكيفية وصولهم إلى الأندلس، فكانت هجراتهم في أغليها هجرات قسرية عن طريق تجار الرقيق، وشراء الجواري من المشرق من قبل الأندلسيين، ليترفوا بها مجالس أسيادهم وأغنيائهم وقصورهم.
– وكان الباب السادس مجالاً لدخول عالم الأندلسيين والموريسكيين في الأندلس، إذ تحدثنا فيه عن حياة الأندلسيين المدجنين والموريسكيين في الأندلس، وأثر القرارات الصادرة بشكل متوالٍ من قبل الدولة الإسبانية بحقهم، ومحاكم التفتيش التي أنشئت بهدف متابعة تنفيذ هذه القرارات، لكنها كانت وبالا مدمرا للأندلسيين والموريسكيين، كما سنرى من خلال الفصل الخاص بها، ومن ثم جاء تشتيت الأندلسيين في مدن إسبانيا الخاضعة لنفوذ النصارى، وكان الحديث عن قرار الطرد خاتمة لفصول هذا الباب
– وجاء الباب السابع في ترتيب منطقي شمل جميع الأبواب، ليتحدث عن المقاومة الموريسكية، سواء في داخل إسبانيا أو في بلدان المغرب العربي الكبير، فخصصنا فصلا للحديث عن هذه المقاومة جهاداً في سبيل الله، وردا للاعتبار الذي فقده الأندلسيون والموريسكيون، وآخر للحديث المقاومة الموريسكية في المهجر، وثالثا للتنويه بإمارة أبي الحسن المنظري تطوان، وكان الرابع خاصا بإمارة بني راشد في شفشاون، والخامس خاصا بجمهورية أبي رقراق الموريسكية على شواطئ المغرب الأقصى الغربية.
– والتفتنا في الباب الثامن للحديث عن الهجرات الأندلسية إلى المشرق، ورأينا أن يتم ذلك من خلال الحديث عن المهاجرين الأندلسيين إلى عدد من البلدان، كسورية، وفلسطين، ولبنان، والعراق، والحجاز واليمن، وهي البلدان التي وجدنا حديثا خاصا بها في المصادر والمراجع جول الهجرة الأندلسية إليها.
-وخصصنا الباب التاسع للحديث عن الهجرات الأندلسية إلى بلدان المغرب العربي الكبير: المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا ومالي وموريتانيا، واحترنا في أمر مصر، هل هي من بلدان المشرق العربي أو من بلدان المغرب العربي، لكن سوَّغ لنا وجودها في شمال أفريقيا، وضعها ضمن دول المغرب العربي التي كان للماهجرين الأندلسيين نشاط إليها فيه، بغض النظر عن أي اعتبار آخر، سوى منهجية البحث.
– وكان الباب العاشر نهاية مطافنا، ومحطة استراحتنا، فتحدثنا فيه عن الهجرات الأندلسية إلى بعض بلدان العالم، كالدولة العثمانية، وفرنسا، والبرتغال، وإنجلترا، ونظرنا فوجدنا أن الموريسكيين كانوا رأس حربة للعام أجمع في الوصول إلى أمريكا الجنوبية والشمالية والوسطى فيما بينهما، فخصصنا لها فصلين، تحدثنا في الأول عن دلائل ومعطيات وبراهين كون الموريسكيين والعرب هم أول من اكتشف أمريكا، وفيه جمعنا من الأقوال والحقائق ما وسعنا جهدنا، وفي الثاني تحدثنا عن الوجود الموريسكي في دول أمريكا اللاتينية: كوبا، المكسيك، البرازيل، بيرو، وغيرها.
لن أطيل هنا، تاركا لقارئ البحث الولوج بيسر إلى مواد الكتاب، ولكني أحب أن أنبه إلى أن الهدف من هذا الكتاب لم يكن أبداً الرواية المفصلة للأحداث الواردة فيه، كما لم يكن الهدف الوصف الدقيق لها، فغيرنا من المؤرخين قام مشكوراً بالمهمة على خير وجه، فكفانا ذلك، لكننا اكتفينا بسرد بعض وقائع هذه الأحداث، بحيث تخدم الغرض الذي وجد من أجله هذا الكتاب، عساه أن يساعدنا ويساعد القارئ على رسم صورة تقترب من الوضوح لمجريات الهجرة الديموغرافية الطوعية والقسرية إلى الأندلس، ومثيلاتها إلى العالم من الأندلس.